تمهید

إنّ الحدیث عن دور الإنسان فی بناء الحضارة البشریة حدیث ذو شجون لا یسع المرء وهو یتحدّث عنه إلّاأن یتبیّن بوضوح أثر العمق العقائدی فی استقرار هذه الحضارات المتلاحقة والتی ترکت- وبلا شکّ- لها بعض الآثار الدالّة علیها، وهذا العامل الداعم لقیام تلک الحضارات یکون وبلا أدنی ریب المفصل الأساسی فی هیکلیة ذلک البناء الکبیر.
ولقد شهدت الحیاة البشریة علی هذا الکوکب (الأرض) حضارات متعدّدة، لکلّ میزاتها وخصائصها التی‌ضبطها التاریخ، وأفصحت عنها الاکتشافات الأثریة.
ومن مشاهیر هذه الحضارات: الحضارة الصینیة، المصریة، البابلیة، الیونانیة، الرومانیة، الفارسیة، وأخیراً الحضارة الغربیة القائمة فی عصرنا الحاضر، ولکلّ من هذه الحضارات انطباعاتها الخاصة.
وأمّا الحضارة الإسلامیة و التی تتوسّط بین الحضارة الأخیرة (الغربیة) وما تقدّمها فهی تعدّ بلا شکّ من أکبر الحضارات فی تاریخ الإنسان وأکثرها اهتماماً بالعلم والفلسفة والأدب والفنون. وهی الأساس الوطید الذی قامت علیه حرکة