نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 76
نفسه بغير ما أنزل اللّه ـ كما هو عادتهم ـ و يقول: ما معناه ـ إنّ الإبقاء الحرام هو للبناء الّذي بُني على القبر، أمّا إذا كان البناء سابقاً على الدفن فليس الإبقاء عليه حراماً.
فانظر كيف يُفرّق في الحكم و يفتي من تلقاء نفسه، تبريراً لما قام به المسلمون يومذاك، ومحاولا التملّص من الحقّ الّذي يُلاحقه و يصدمه.
التناقض بين الوهّابية و سيرة المسلمين
هذه النقطة ـ الّتي سبق الحديث عنها ـ ليست هي النقطة الوحيدة الّتي يتجلّى فيها التناقض بين الوهّابيّة و سيرة المسلمين طوال أربعة عشر قرناً.
بل أنّ التناقض في موارد أُخرى كثير جداً، فمثلا: يعتبر الوهّابيّون التبرّك بآثار النبيـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ حراماً، و ينهون عنه بشدّة و يقولون ـ دائماً ـ إنّ الحجر و الطين لا ينفعان شيئاً، و لكنّك ترى المسلمين يتزاحمون على الحجر الأسود لتقبيله و لمسه والتبرّك به، و يتهافتون على كسوة الكعبة للتمسّح بها و بالكعبة و تقبيلهما و وضع الخدّ عليهما، فالمسلمون يقبّلون الحجر و الطين و يخالفون الوهّابيّة الّتي تقول بأنّ الحجر و الطين لا ينفعان.
و كذلك يحرّم الوهّابيّون بناء المساجد بجوار مراقد الأولياء، في حين أنّه توجد في كلّ البلاد الإسلامية مساجد مشيَّدة بجوار المشاهد، حتّى في أرض «أُحُد» كان مسجد بجوار قبر سيّدنا حمزة ـ رضوان اللّه عليه ـ و لمّا احتلّ الوهّابيّون تلك البقاع المقدّسة عمدوا إلى هدم المسجد و طمس آثاره!!!
و الآن ترى المرقد الطاهر لرسول اللّهـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ واقعاً في وسط المسجد،
نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 76