responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 62

و لم يقل: «و لا بناءً و لا قبَّة إلاّ سوّيتهما» مع العلم أنّ البحث ليس عن القبر نفسه و إنّما عن الأبنية المقامة عليه، هذه الأبنية الّتي يستظلّ المؤمنون بظلالها، لتلاوة القرآن و الدعاء و إقام الصلاة، فهل في هذه العبارة ما يدلّ على هدم هذه الأبنية و الآثار الّتي تُساعد الزوّار على العبادة وتصونهم عن الحرّ و البرد؟!

احتمالان... في النهاية

و في النهاية و ختام البحث هناك احتمالان آخران، لا مناصّ من ذكرهما إتماماً للموضوع.

الاحتمال الأوّل: أن يكون هذا الحديث ـ و ما يشابهه ـ إشارة إلى ما كان متعارفاً عند بعض الأُمم السابقة، من اتّخاذ قبور الصالحين قبلة لعباداتهم يتوجّهون إليها عند العبادة، و كانوا ينصبون صورةً إلى جانب القبر، و بذلك يتركون التوجّه إلى القبلة الّتي أمرهم اللّه تعالى بالتوجّه إليها حال العبادة.

و على هذا الاحتمال فلا يمكن أن تكون لهذا الحديث أيّة صلة بقبور المسلمين، و لم يُعهد من أىّ مسلم أن يتوجَّه إليها في الصلاة أو يسجد عليها، بل جرت سيرة المسلمين على الصلاة بجوار القبور، من دون أن تكون قبلة لهم، بل وجوهُهم نحو الكعبة، يقيمون الصلاة و يتلون كتاب اللّه و هم بجوار القبور.

و إذا كان المسلمون يتسارعون إلى زيارة قبور أولياء اللّه الصالحين، و يقضون هناك ساعات في عبادة اللّه تعالى بجوار تلك المراقد المقدَّسة، فإنما هو بسبب ما اكتسبته تلك الأرض من الشرف و القدسيّة بسبب احتضانها لذلك الجسد الطاهر.

و لهذا البحث تفصيل قادم.

نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست