نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 52
فهل كان هؤلاء جميعاً ـ طوال هذه القرون ـ يسكتون على المنكر و يتحفّظون عن النهي عنه ـ على ما زعم ـ؟!
و عند ما فتح المسلمون بيت المقدس ـ في عهد عمر بن الخطاب ـ لماذا لم يأمر عمر بهدم قبور الأنبياء هناك؟! فهل تعتبرونه مسالماً للمشركين؟!
عود إلى جواب علماء المدينة
و أغرب ما في المقام هو الجواب المنسوب إلى علماء المدينة... حيث قالوا:
«أمّا البناء على القبور فهو ممنوع إجماعاً، لصحة الأحاديث الواردة في منعه، و لهذا أفتى كثير من العلماء بوجوب هدمه».
كيف يصحّ دعوى الإجماع على تحريم البناء على القبور في حين أنّ المسلمين قد دفنوا رسول اللّهـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في البيت الّذي كانت تسكنه عائشة؟ ثم دفنوا ـ من بعده ـ أبابكر و عمر إلى جواره للتبرّك، و بعدها أقاموا جداراً في وسط البيت، ليصبح نصفها منزلا للسيّدة عائشة و النصف الآخر مقبرة لرسول اللّهـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ و أبي بكر و عمر، و بما أنّ ارتفاع الجدار كان قليلا فقد زيد في ارتفاعه في زمن عبداللّه بن الزبير، ثم كان هذا البيت ـ المقبرة ـ يتجدّد أو يُعاد بناؤه بين حين و آخر على مرّ العصور و الأزمان، وفقاً للفنّ المعماريّ الخاصّ بكلّ عصر، و في عهد الأُمويّين و العبّاسيّين كان البناء على القبر يحظى باهتمام بالغ، و كان يتجدّد كما يقتضيه الفنّ المعماريّ الخاصّ بكل عصر.
و آخر بناء أُقيم على القبر الشريف ـ و الّذي لازال حتى الآن ـ كان في عهد
نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 52