responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 46

المعروف بِحجر إسماعيل، كما أنّ قبر النبىّ دانيال يقع في مدينة شوش في ايران، و قبور الأنبياء هود و صالح و يونس و ذي الكفلـ عليهم السلام ـ في العراق، و كذلك قبر النبىّ إبراهيم و أولاده إسحاق و يعقوب و يوسف تقع في القدس المحتلَّة، بعد أن كانت في مصر، فنقل النبىّ موسى ـ بأمر اللّه تعالى ـ أجسادهم الطاهرة إلى القدس، و لا زالت موجودة حتى الآن و لكلٍّ منها معالم و أبنية مشيَّدة. كما أنّ قبور لفيف من الأنبياء في الأردن وعليها بناء مشيدّ .

و قبر أمّ البشر السيدة حوّاء يقع في مدينة «جدّة» بالحجاز ـ على ما هو المشهور ـ و قد سُمّيت المدينة بـ «جدَّة» نظراً إلى مثوى السيّدة حواء فيها، و قد كان لقبرها آثارٌ مشهودة، و لمّا احتلّ الوهّابيّون الحجاز عمدوا إلى محو آثاره و طمس معالمه!

كلّ هذه المراقد و القبور كانت بمرأى من المسلمين يوم فتحوا تلك البلاد، و مع ذلك لم يصدر منهم أىّ ردّ فعل سلبي تجاهها، و لم يأمروا بهدمها و تخريبها، فلو كان البناء على القبور و دفن الموتى في مقابر مسقَّفة عملا محرَّماً في الإسلام، لكان المفروض على أُولئك المسلمين أن يقوموا ـ قبل كلّ شيء ـ بهدم تلك القبور الّتي لا زالت متواجدة، في مناطق متعدّدة من القدس و الأردن و العراق، و لكانوا يمنعون من تجديد بنائها أو إعادته على مرّ العصور و الأزمان، و لكنّنا نرى أنّهم لم يأمروا بهدمها فحسب، بل دأبوا على تعميرها و صيانتها طوال أربعة عشر قرناً.

لقد كانوا يدركون ـ بوحي من العقل ـ أنّ حماية آثار الأنبياء و صيانتها إنّما هي نوع من الاحترام لهم، و أنّ ذلك (تكريمهم ـ لا عبادتهم ـ) يُقرّبهم إلى اللّه عزّوجلّ و يُنيلهم الأجر و الثواب.

نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست