نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 335
الدين الألباني ـ و هو مصحّح ومحقّق بعض كتب الأحاديث ـ مجلس في سوريا فرأيت فيه كراهة شديدة أن يتكلّم باسم عبدالحسين، و كان ذلك عندما جاء الحديث عن العلاّمة الحجّة السيد عبدالحسين شرف الدين العاملي ـ قدّس اللّه سرّه ـ صاحب المراجعات. ويأتي فيما يلي تفصيل ما دار بيني وبينه و لأجل رفع الستر عن وجه الحقيقة نقوم بتحليل المسألة من وجهة نظر القرآن و السنّة فنقول:
العبودية تطلق و يراد منها:
أوّلا: ما يقابل الإلوهيّة، و العبوديه بهذا المعنى ناشئة من المملوكية التكوينية الّتي تعمّ جميع العباد، و يكون المالك هو اللّه سبحانه و تعالى، و من المعلوم أنّ منشأ كون الإنسان عبداً و اللّه سبحانه هو المولى، كونه خالقاً له من العدم، و المفيض و المعطي له كُلّ ما يتعلّق به.
فالعبودية بهذا المعنى ذاتية كلّ موجود، و جوهرة كلّ شيء لا تنفكّ عنه أبداً، و إلى ذلك ينظر قوله سبحانه: (إِنْ كُلُّ مَن فِى السّمواتِ و الاَْرضِ إلاّ آتي الرَّحمنِ عَبداً)[1].
كما يشير إليه قول المسيح ـ عليه السلام ـ : (قال إِنّي عَبدُ اللّهِ آتانىَ الكتابَ وَ جَعَلَني نَبيّاً)[2] إلى غير ذلك من الآيات، و العبودية بهذا المعنى تستدعي حصر إضافتها باللّه سبحانه و تعالى.
ثانياً: تطلق و يراد منها الطاعة أو ما يقاربها، و قد صرّح بهذاالمعنى أصحاب المعاجم اللغوية.
قال في لسان العرب: التعبّد: التنسّك، العبادة: الطاعة.