(...لِتُجْزى كلُّ نَفْس بِما تَسعى)[2]. فإن قيل: أين دلالة السنّة؟ قيل: قال رسول اللّه لرجل: ابنك هذا؟ قال: نعم، قال: أما أنّه لا يجني عليك و لا تجني عليه. فأعلم رسول اللّه مثلما أعلم اللّه من أنّ جناية كلّ امرئ عليه، كما أنّ عمله لا لغيره و لا عليه»[3].
فقه الحديث
كلّ هذه النقول توقِفنا على أنّ المراد من الحديث «إنّ الميّت يعذَّب...» ـ إن صحّ سنده ـ غير ما يفهم من ظاهره، و قد كان محتفّاً بقرائن سقطت عند النقل، و لأجل ذلك توهّم البعض حرمة البكاء على الميّت استناداً على هذا الحديث، غافلا عن مرمى الحديث و مغزاه.
روت عمرة: أنّها سمعت عائشة ـ رض ـ و ذكرت لها أنّ عبدالله بن عمر يقول: إن الميّت ليعذَّب ببكاء الحي، فقالت عائشة ـ رض ـ أما إنّه لم يكذب، ولكنه أخطأ أونسى إنما مرّ رسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ على يهودية يبكي عليها أهلها، فقال: إنهم ليبكون عليها و أنها لتعذَّب في قبرها[4].
و عن عروة عن عبداللّه بن عمر قال: قال رسول اللّهـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : إنّ الميّت ليعذَّب ببكاء أهله عليه، فذكر ذلك لعائشة فقالت ـ و هي تعني ابن عمر ـ : إنّما مرّ
[1] الزلزلة: 7ـ 8. [2] طه: 15. [3] اختلاف الحديث بهامش كتاب الأُم للشافعي: 7 / 267. [4] صحيح البخاري: 2 / 80 ، الباب 32 من أبواب الجنائز; اختلاف الحديث للشافعي: 7 / 266; الموطّأ لمالك: 1/ 96، صحيح مسلم: 1 / 344، سنن النسائي: 4 / 17، سنن البيهقي: 4 / 72.
نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 332