أيّها القارئ الكريم: أرجو منك أن تقوم بمراجعة «المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم» مادَّة: «عَبَد» و «دعا» كي ترى بعينك كيف جاء لفظ «العبادة» ـ في آية ـ و «الدعوة و الدعاء» ـ في آية أُخرى ـ بمعنى واحد و مضمون واحد، ممّا يدلّ ـ أوضح دلالة ـ على أنّ المقصود من الدعوة و الدعاء ـ في هذه الآيات ـ هي العبادة، لا مطلق النداء و الدعاء.
فإذا تأمَّلتَ الآيات الّتي تَضمَّنت لفظ «الدعاء و الدعوة» بمعنى العبادة، لرأيت أنّ تلك الآيات تتحدّث عن الصراع بين الإيمان و الكفر، بين عبادة اللّه و توحيده و الإيمان بإلوهيَّته و ربوبيَّته و بين عبادة الطاغوت و الأنداد و الأصنام و الاعتقاد بمالكيّتها للرزق و المغفرة و الشفاعة و النفع و الضرّ.
فاستدلال الوهّابيّين بهذه الآيات ـ على حرمة نداء الأنبياء و الأولياء والاستغاثة بهم ـ يدعوا إلى الاستغراب و التعجّب، نظراً لعدم علاقتها بهذه المسألة إطلاقاً.
و خلاصة ما ثبت ـ من خلال هذا البحث ـ : إنّ قولك «يا علي» مخاطباً خليفة رسول اللّه ـ أو «يا حسين» أو «يا زهراء» أو غير ذلك من أسماء أولياء اللّه
[1] العنكبوت: 17. [2] الأنعام: 56، و بهذا المضمون في سورة غافر: آية 66.
نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 323