responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 285

تعالى لن يُرافقه الشرك بل هو التوحيد بعينه، بشرط أن تَعتبر تلك القدرة مُسْنَدة إلى القدرة الأزلية للّه تعالى.

كما تبيَّن لك بأنّه ليس معنى التوحيد أن تُسنِد الأفعال الطبيعية إلى الإنسان، و تُسنِد الأفعال الغيبية إلى اللّه تعالى، بل إنّ حقيقة التوحيد هي أن تُسند كلّ الأفعال إليه تعالى، و تعتبر القوى والطاقات و القدرات نابعة منه و تابعة إليه جلَّ جلالُه.

و الآن... آن الأوان كي نتحدّث عن الركن الثاني في هذا الفصل ـ و هو جواز طلب الأعمال الإعجازية الغيبية من أولياء اللّه تعالى.

طَلب الأعمال الغيبية من الأولياء

هل يجوز أن تطلب مِن أحد أولياء اللّه عملا إعجازياً؟

و هل يُعتبر هذا الطلب شِركاً؟

في البداية نقول: ممّا لا يختلف فيه اثنان هو أنّ «لكلّ معلول علّة و لكل مُسبَّب سَبب» فكلّ شيء لا يمكن أن يكون له وجود إلاّ بسبب، فالحياة حياة الأسباب و المسبّبات، و بالتالي: لا توجد في العالَم ظاهرة دون أن يكون لها سبب.

كذلك معجزات الأنبياء و كرامات الأولياء لا تحدث بدون سبب، بَيدَ أنَّ السبب ليس سبباً مادّياً طبيعياً، بل هو غيبىّ ما ورائىّ فوق التصوّر.

فمثلا: إذا تحوَّلتْ عصا موسى إلى ثعبان، و أحيا عيسى الموتى، و انشقّ القمر لرسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ و سبَّحتْ حبّات الرمال في يده، و غير ذلك من معجزات الأنبياء... فإنّ كلّ هذه لم تحدث بلا سبب، و لكن السبب ـ كما قلنا ـ ليس مادّياً ملموساً نراه بأعيننا، لا أنّها حدثت بلا سبب أبداً.

نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 285
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست