responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 268

الجواب:

أوّلا: ليس المقصود من النهي عن دعوة غير اللّه ـ في قوله سبحانه: (فلا تدعوا)الدعوة المطلقة، بل المقصود هو الدعاء الخاص الذي يعادل العبادة، إذ من المعلوم أنّ مطلق دعاء الغير ليس عبادة له، فقولك: يا زيد اسقني، ليس عبادة للساقي، و الدليل على هذا هو بداية الآية حيث قال تعالى:

(وَ أَنَّ الْمَساجِدَ للّهِ فَلا تَدْعوا...).

فالآية ـ بمجموعها ـ تدلّ على أنّ الدعوة المحرَّمة هي الدعوة النابعة عن الاعتقاد بإلوهيّة ذلك المدعوّ و ربوبيّته و تَصرُّفه في شؤون الخلق و الكون[1] و أين هذا من طلب الشفاعة من النبي النابع من الاعتقاد بأنّه عبد صالح عزيز عندالله؟!

ثانياً: إنّ ما تُحرّمه الآية و تنهى عنه أن ندعو مع اللّه أحداً، و نجعله مساوياً في الدعاء كما تدلّ على هذا جملة «مع اللّه» فإذا طلب إنسان من النبىّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أن يبتهل إلى اللّه بالدعاء و التوسّل لقضاء حاجته و غفران ذنوبه، فليس معناه أنّه دعا مع اللّه أحداً، بل إنّ هذا الدعاء ـ في الحقيقة ـ ليس إلاّ دعاء اللّه سبحانه.

و إذا كانت بعض الآيات تَعتبر طلب الحاجة من الأصنام شركاً فإنّما هو بسبب أنّهم كانوا يعتبرون الأصنام آلهة صغاراً تملك الاختيار الكامل لأفعال اللّه تعالى، كلّها أو بعضها، و لهذا ترى القرآن الكريم ينتقد هذه الأفكار الباطلة فيقول:

(وَ الَّذينَ تَدعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَطيعُونَ نَصْرَكُمْ وَ لا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ)[2].


[1] فقوله تعالى: (فَلا تدعُوا مَعَ اللّهِ أَحَداً) معناه فلا تعبدوا مع اللّه أحداً، كما يقول سبحانه في آية أُخرى: (وَ الَّذينَ لا يَدْعونَ مَعَ اللّهِ إلهاً آخر )سورة الفرقان: آية 68 : أي لا يعبدون مع اللّه إلهاً آخر.
[2] الأعراف: 197.

نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست