responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 254

و بعبارة أُخرى: إنّ الشفاعة إعانةٌ من أولياء اللّه ـ بإذن اللّه ـ لأشخاص لم يقطعوا روابطهم المعنوية مع اللّه و أوليائه، بالرغم من أنّهم مذنبون، هذا تعريف دقيق يجب الانتباه إليه دائماً.

و بتعبير ثالث: إنّ الشفاعة هي إعانة موجود عال لموجود دان، بشرط أن تكون في الداني القابلية و الاستعداد لشمول الشفاعة له، من حيث صلاحيّته للتكامل و الرقي إلى مرتبة عالية ودرجة سامية، و تُحوّله إلى إنسان صالح نزيه.

بعد هذه التعاريف المتعدّدة نقول: إنّ التاريخ الإسلامي يُثبت أنّ المسلمين منذ عهد رسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ و ما بعده كانوا يطلبون الشفاعة من أولياء اللّه الصالحين، سواء في حياتهم أو بعد وفاتهم، و لم يَعتبر أحدٌ من علماء الإسلام بأن هذه الشفاعة مُعارضة للمبادئ و الأُصول الاسلامية .

حتّى جاء ابن تيميّة ـ في القرن الثامن الهجري ـ بأفكار شاذّة و آراء سقيمة، فاستنكر كثيراً من سُنن المسلمين.

و بعده بثلاثة قرون جاء محمّد بن عبدالوهّاب النجدي، فرفع راية الخلاف مع المسلمين وأحدث الفتنة و الشقاق بينهم، و أحيا مبتدعات ابن تيميّة بأشدّ ممّا كان عليه.

إنّ الوهّابيّة تعتقد بالشفاعة ـ من حيث المبدأ ـ ولكن نقطة الخلاف بينها و بين المسلمين هي أنّها تُحرِّم الاستشفاع بأولياء اللّه في الدنيا، و قد عبَّر الوهّابيّون عن عقيدتهم هذه بعبارات قاسية متضمِّنة للإهانة و الاستخفاف بالأنبياء و الأولياء، و نحن نتورَّع حتى عن ذِكر تلك العبارات.

و ممّا يقولون في الشفاعة: إنّ نبىّ الاسلام ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ و سائر الأنبياء و الأولياء

نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست