نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 220
الكرامة[1] من دون أن يستعين بالأسباب المادّية و الطبيعية.
4ـ أن نطلب من الإنسان الميّت أن يدعو اللّه لنا، و يكون الطلب منه نابعاً من الاعتقاد بأنّه حىٌّ يُرزَق في عالَم البرزخ.
5ـ أن نطلب من الإنسان بأن يستعين بقدرة اللّه ـ الّتي مَنحَها إيّاه ـ على شفاء مريضنا أو إعادة مفقودنا، أو غير ذلك.
و هاتان الصورتان هما كالصورة الثانية و الثالثة، لكن الفرق بينهما هو أنّ الطلب هناك كان من الإنسان الحي في عالَم المادَّة و الطبيعة، و هنا من الإنسان الميّت في الظاهر، و الحىّ في الواقع.
و على هذا فلا يمكن أن نطلب من الميّت بأن يُعيننا ـ في الشؤون الماديّة ـ بواسطة الأسباب والعوامل الماديّة، و ذلك لأنّ المفروض انقطاع الميّت عن عالَم المادّة بارتحاله من هذه الدنيا.
أيّها القارئ الكريم: هذه خمسة أقسام من الاستعانة، ثلاثة منها تختصّ بالإنسان الحي في عالَم المادّة، و إثنان تختصّ بالإنسان الحي في العالَم الآخَر.
نحن الآن نتحدّث عن الصور الثلاث الأُولى، و نؤجّل الحديث عن الاستعانة بأولياء اللّه ـ الأحياء في عالَم الآخرة ـ إلى الفصل القادم إن شاء اللّه.
و إليك البحث عن الأقسام الثلاثة:
[1] «المعجزة» تُطلق على ما يصدر من المعصوم ـ كالنبىّ و الإمام ـ من خوارق العادة، لإثبات نبوّته أو إمامته.
و «الكرامة» تُطلق على ما يصدر من غيرهم من سائر أولياء اللّه الصالحين مثل ما ورد في حقّ السيّدة مريم ـ عليها السلام ـ في القرآن الكريم.
نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 220