نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 203
مجرَّداً عن كلّ هذه الصلاحيّات بصورة كاملة، تَعالى اللّه عَنْ هذا عُلُوّاً كَبيراً[1].
و لهذا فإنّ كل نوع من الخضوع للملائكة و النجوم يُعتبر عبادة، لكونه نابعاً من هذا الاعتقاد الخاطئ.
و البعض الآخر من عرب الجاهلية لم يعتبروا الأصنام الخشبية و المعدنية آلهة و خالقة لهم و لا مدبّرة لشؤون الكون و الإنسان، بل كانوا يعتبرونها أو ما يحكي صور هذه الأصنام عنه مالكة للشفاعة، و كانوا يقولون: هؤلاء ـ أي الأصنام ـ شفعاؤنا عند اللّه [2].
و على أساس هذا التصوّر الباطل كانوا يعبدون هذه الأصنام، تقرُّباً إلى اللّه تعالى و كانوا يقولون:
(... ما نَعْبُدُهُمْ إلاّ لِيُقَرِّبُونا إلَى اللّهِ زُلْفى...)[3].
و خلاصة القول: إنّ أىَّ عمل ينبثق من هذا الاعتقاد و يدلّ على الانقياد و الخشوع، فهو عبادة، و في المقابل: إنّ أىَّ تصرُّف لا يستند إلى اعتقاد كهذا، لا يُعتبر عبادة و لا شركاً، فلو خضع إنسان أمام موجود و كرَّمه و عظَّمه، دون أن يعتقد بهذا الاعتقاد، فلا يُعتبر عمله شركاً و لا عبادة، حتى لو فُرض عمله ذلك حراماً.
مثلا: لا يُعتبر سجود العاشق لمعشوقه، و المأمور لآمره، و المرأة لزوجها... عبادة، بالرغم من أنّه حرام شرعاً، لأنّ السجود خاصّ باللّه تعالى، و لا يجوز لأحد أن يأتي به ـ حتى بصورته الظاهرية المجرَّدة عن العقيدة ـ إلاّ بأمره سبحانه.
[1] راجع المِلل و النِحل للشهرستاني: 2/244 ـ 247، طبعة مصر. [2] قال تعالى: (وَ يَعْبُدُونَ مِنْ دُون اللّه ما لا يضُرُّهُمْ وَ لا يَنْفَعُهُمْ وَ يَقُولُونَ هؤلاء شُفَعاؤنا عِنْدَ اللّه) يونس ـ 18. [3] الزمر: 3.
نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 203