نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 194
إذن: ليس معنى «العبادة» نهاية الخضوع و التذلُّل، و إن كانت في الحقيقة من أركان العبادة إلاّ أنّها ليست الركن الوحيد لها، فلابدَّ من القول بأنّ «العبادة» معناها الخضوع و التذلّل المقرون بــ «الاعتقاد الخاص» فالعبادة تتكوَّن من عنصرين:
1ـ الخضوع و التذلُّل.
2ـ الاعتقاد الخاص.
و هذا «الاعتقاد الخاص» هو الّذي يحسم الموقف و يفصل القضية... فالخضوع ـ حتى لو لم يكن كثيراً ـ إذا كان مقروناً «بالاعتقاد الخاص» فهو عبادة.
و فى الحقيقة أنّ «الاعتقاد الخاص» هو الّذي يصبغ العمل بصبغة العبادة، و بدون «الاعتقاد الخاص» لا تتحقّق العبادة حتى لو كانت بمظهرها.
و الآن... و بعد أن أثبتنا بطلان التعريفين اللّذين اعتمد عليهما الوهّابيّون، و ظهر ضعفهما ونقصهما، يأتي دور التحدّث عن التعريفات الثلاثة للعبادة.
و السؤال الآن: ماهو «الاعتقاد الخاص» الّذي يُفرز العبادة عن غيرها؟
الجواب: إن هذا ـ بالضبط ـ ما يتناوله البحث و التحقيق الآن، و سوف يظهر من خلال التعاريف الثلاثة الآتية:
التعريف الأول:
«العبادة» خضوع عملي أو لفظي ينبع من عقيدة الإنسان بــ «الوهيَّة المخضوع له».
ما معنى «الإلوهيَّة»؟ هذه نقطة حسّاسة يجب تحديدها.
نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 194