نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 192
و قد اختار الوهّابيّون تعريفين آخَرين و اعتمدوا عليهما، و لكنّهما ناقصان غير كاملين، ولنقدم الكلام في ذينك التعريفين :
تعريفان ناقصان للعبادة
أ ـ العبادة خضوع و تذلُّل.
لقد ورد في كتب اللغة تعريف «العبادة» بــ : الخضوع و التذلُّل[1] ولكن هذا التعريف لا يعكس معنى العبادة بصورة دقيقة، و ذلك لما يلي:
1ـ إذا كانت «العبادة» مرادفة ـ في المعنى للخضوع و التذلُّل، فلا يمكن أن نعتبر أىَّ إنسان موحِّداً للّه، لأنّ البشر ـ بفطرته ـ يخضع لمن يتفوَّق عليه، معنوياً أو ماديّاً، كالتلميذ يخضع لأُستاذه، و الولد يخضع لوالديه، و كلّ محبِّ لحبيبه.
2ـ إنّ القرآن الكريم يأمر الإنسان بأن يتذلَّل لوالديه فيقول:
فإذا كان الخضوع و التذلُّل معناه عبادة مَن تذلَّلتَ له، فهذا يستلزم الحكم بكفر مَن يبرّ والديه، كما أنّه يستلزم الحكم بتوحيد مَن يعقّ والديه.
ب ـ العبادة: نهاية الخضوع.
ولمّا أدركوا نقصان تعريف اللغويّين للعبادة ـ حاولوا ترميم هذا النقص و إصلاحه، فقالوا في تعريفها:
[1] و قد جاء هذا المعنى في القرآن الكريم في قوله سبحانه: (وَ تِلكَ نِعمَةٌ تَمُنُّها عَلَىَّ أَنْ عَبَّدْتَ بني إسرائيلَ)الشعراء ـ 22. [2] الإسراء: 24.
نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 192