إنّ هذا الحديث واضح جداً في معناه، و يدلّ على أنّ للإنسان أن يتوسَّل إلى اللّه بحرمة أوليائه الصالحين و منزلتهم و وجاهتهم عنده سبحانه، فيجعل أُولئك وُسَطاء و شفعاء لقضاء حاجته واستجابة دعائه، و دلالة الحديث على الموضوع الّذي نتحدّث عنه واضحة.
الحديث الثالث: التوسّل بحقّ النبيّ الكريم
إنّ النّبي آدمـ عليه السلام ـ عندما صَدر منه ما كان الأَوْلى عدم صدوره، و تاب إلى اللّه تعالى ممّا صدر منه[2] تلقّى من ربّه كلمات، كما أشار القرآن الكريم:
[1] سنن ابن ماجة: 1 / 256 حديث رقم 778. [2] لقد ثبت أنّ النهي الوارد في قوله تعالى: (لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَة) إنما هو نهىٌ إرشادي و تنزيهي، و ليس نهياً تحريمياً مَولويّاً، و النهي الإرشادي هو بمثابة النصيحة و الموعظة، و مخالفةُ هذا النهي لاتوجب عقاباً و لا مؤاخذة، و لا تنافي العصمة بأي وجه، و إنّما توجب تأثير العمل ذاته، فمثلا: لو نهى الطبيبُ المريضَ المصاب بالزكام عن تناول الحمضيّات، فخالفه المريض، فإنّ المخالفة تعكس الأثر الطبيعي لها ـ و هو اشتداد الزكام والمرض ـ و في القرآن الكريم آيات تدلّ على أنّ نهي آدم عن اقتراب الشجرة كان نهياً إرشادياً، و لا أثر لمخالفة هذا النهي سوى الخروج من الجنّة، كنتيجة طبيعيّة لتلك المخالفة. يُرجى مراجعة الآية 118ـ119 من سورة طه.
نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 141