فالآية تسعى لهدم شخصية المنافق، و هزّ العصا في وجوه حزبه و نظائره، و النهي عن هذين الأمرين بالنسبة للمنافق معناه و مفهومه: فضيلة هذين بالنسبة لغير المنافق.
و الآن يجب أن ننظر في قوله تعالى: (و لا تَقُمْ على قَبرِهِ) ما معناه؟
هل المعنى هو القيام وقت الدفن فقط حيث لا يجوز ذلك للمنافق و يستحبّ للمؤمن؟ أم المعنى أعمّ من وقت الدفن و غيره؟
الجواب: بعض المفسّرين نظروا إلى الآية نظرة ضيّقة فقالوا بالقول الأوّل، و لكنّ بعضاً آخرين ـ كالبيضاوي و غيره ـ نظروا إليها نظرة واسعة فقالوا: إنّ النهي في (لا تَقُمْ على قَبرِه) هو عن الدفن و الزيارة. و التدقيق و إمعان النظر في الآية الكريمة يسوقنا إلى هذا المعنى الأعم، و ذلك لأنّ الآية تتشكّل من جُملتين: