responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الخالد في بيان العقائد نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 392

والباقية باطلة جميعها بلا ريب.

إنّ تلك المشاكل والإشكالات كانت تعالج ببركة وجوده ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ولا ريب بعد رحيله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ستبقى تلك المشكلات على حالها وقوتها ولا يوجد أحد يمتلك القدرة على التصدّي لمعالجة المرض، نعم يوجد طريق واحد لحلّ المعضلة وهو أن نؤمن بوجود شخص يكون خليفة للرسول ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يمتلك من الصفات والمؤهّلات التي تساعده ليكون واسطة الفيض الإلهي على الأُمّة كما كان الرسول ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ، فحينئذ تستطيع الأُمّة التخلّص ممّا يحيق بها من الأخطار وتنعم بالفيض الإلهي، وإلاّ فلا.

إنّ هذه الفجوات ونقاط الخلل لا يمكن أن تسد من خلال الخليفة المنتخب من قبل الأُمّة، بل لابدّ لحلّها ومعالجتها من وجود إمام وخليفة يتحلّى بما كان يتحلّى به الرسول الأكرم ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ من التربية الإلهية والعلم الواسع والعصمة من الذنب والخطأ، وإلاّ فستبقى تلك الفجوات والثغرات على قوتها. ولا ريب أنّ معرفة وتشخيص المصداق الذي يتحلّـى بتلك الصفات والمؤهلات لا يمكن لأيّ إنسان تحصيله إلاّ من خلال طريق واحد لا ثاني له وهو التنصيص الإلهي لأنّه لابدّ لهذا الفرد ـ و كما قلنا ـ أن يخضع للتربية والإعداد و التأهيل الإلهي والتعليم الخارق للعادة، وبعد أن تتم عملية إعداده وتأهيله تأتي مرحلة تعريفه إلى الأُمّة من قبل النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وفي الوقت المناسب.

إنّ هذه الحسابات والمعادلات التي ذكرناها هنا بصورة مضغوطة[1] تثبت ـ بالإضافة إلى ضرورة النصّ على الإمام ـ العصمة أيضاً، وبما أنّنا قد تعرّضنا في بحث النبوة لبيان الأدلّة العقلية لإثبات عصمة النبي الأكرم، وأثبتنا أيضاً أنّ تلك البراهين والأدلّة تجري في حقّ الإمام أيضاً فلذلك لانرى ضرورة لإعادتها هنا.


[1] هناك آيات أُخرى يمكن الاستدلال بها على عصمة الأئمة ـ عليهم السَّلام ـ صرفنا عنها النظر روماً للاختصار.

نام کتاب : الفكر الخالد في بيان العقائد نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 392
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست