توضيح ذلك: من المعروف أنّ الرسول الأكرم قد تبنّى زيداً قبل عصر الرسالة، وكان من الأعراف الخاطئة بين العرب في ذلك الوقت أنّهم ينزلون الأدعياء منزلة الأبناء الحقيقيّين ويتعاملون معهم معاملة الابن الحقيقي، ويرتّبون على ذلك جميع الآثار والنتائج التي تتعلّق بالابن الحقيقي كأحكام الزواج والميراث وغير ذلك، فيمنعون على المتبنّي أن يتزوّج زوجة الولد الذي ادّعاه بعد طلاقها أو بعد موته، فأراد اللّه سبحانه أن يبطل تلك العادة الجاهلية وأن ينسخ تلك السنّة الخاطئة، فأمر رسوله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ أن يتزوّج زينب زوجة زيد بعد مفارقته لها.
فتزوّجها رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ فأوجد ذلك الزواج ضجّة بين المنافقين والمتوغّلين في النزعات الجاهلية والمنساقين وراءها، واستغلوا ذلك للتشهير بالرسول الأكرم ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ حيث أشاعوا أنّ محمّداً قد تزوج زوجة ابنه، فردّ اللّه سبحانه على تلك المزاعم الباطلة والطعون الواهية:(مَا كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَد مِنْ رِجَالِكُمْ ـ من الذين لم يلدهم ومنهم زيد ـ وَ لكِنْ رَسُولَ اللّهِ ـ وهو لا يترك ما أمره اللّه به ـ وَ خاتَمَ