responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الخالد في بيان العقائد نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 345

خروج النبي للمباهلة

حان وقت المباهلة... وكان النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ووفد نجران قد اتّفقا على أن يجريا المباهلة خارج المدينة في الصحراء... ، فاختار رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ من المسلمين ومن عشيرته وأهله أربعة أشخاص فقط، وقد اشترك هؤلاء في هذه المباهلة دون غيرهم، وهؤلاء الأربعة لم يكونوا سوى علي بن أبي طالب ـ عليه السَّلام ـ ، وفاطمة الزهراء ـ عليها السَّلام ـ بنت رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ، والحسن، والحسينعليمها السَّلام; لأنّه لم يكن بين المسلمين من هو أطهر من هؤلاء نفوساً، ولا أقوى وأعمق إيماناً.

طوى رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ المسافة بين منزله، وبين المنطقة التي تقرر التباهل فيها في هيئة خاصة مثيرة، فقد غدا محتضناً الحسين[1] آخذاً بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعليٌّ خلفها، وهو يقول: إذا دعوت فأمِّنوا.

كان وفد نجران ورؤساؤهم قد قال بعضهم لبعض ـ قبل أن يغدو رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ إلى المباهلة ـ : انظروا محمداً في غد فإن غدا بولده وأهله فاحذروا مباهلته، وإن غدا بأصحابه فباهلوه فانّه ليس على شيء. وهم يقصدون أنّ النبي إذا جاء إلى ساحة المباهلة محفوفاً بأُبّهة مادّية وقوة ظاهرية تحفُّ به قادة الجيش والجنود، فذلك دليل على عدم صدقه; وإذا أتى بأهله وأبنائه بعيداً عن أيّة مظاهر مادية وتوجّه إلى اللّه بهم وتضرع إليه سبحانه كما يفعل الأنبياء، دلّ ذلك على صدقه، لأنّ ذلك آكد في الدلالة على ثقته بحاله واستيقانه بصدقه حيث استجرأ على تعريض أعزّته وأفلاذ كبده وأحبِّ الناس إليه لذلك ولم يقتصر على تعريض نفسه له، وهذا يدلّ على ثقته ويقينه بكذب خصمه.


[1] جاء في بعض الروايات انّ النبي غدا آخذاً بيد الحسن والحسين تتبعه فاطمة وبين يديه عليٌّ.(بحارالأنوار:21/338).

نام کتاب : الفكر الخالد في بيان العقائد نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 345
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست