ثمّ إنّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ لم يثبت لهذين النبيينعليمها السَّلام الإتيان بالمعاجز فحسب، بل أثبتها لكثير من الأنبياء من قبله، وهذا واضح لمن راجع القرآن الكريم و الآيات التي تعرّضت لذكر أحوال الأنبياء وقصصهم.
فهل من الصحيح ياترى أن يأتي إنسان ويدّعي النبوة والرسالة، ويدّعي أيضاً أنّ جميع الدعوات والرسالات كانت مقرونة بالمعجزات والأُمور الخارقة للعادة ثمّ يذكر لإثبات مدّعاه مجموعة من المعاجز لمن سبقه من الأنبياء، ولكنّه حينما يطلب منه الإتيان بالمعجزة يواجه ذلك إمّا بالسكوت أو الانصراف؟!
فالمحاسبة العقلية تدعم وبكلّ قوة موقف النبي الأكرم في مقابل طلب المعجزة منه، لأنّه نبيّ كباقي الأنبياء، ولابدّ أن يأتي بالمعجزة في الحالات التي