responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الخالد في بيان العقائد نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 247

ثمّ إنّ كلّ من يطالع قصة آدم ـ عليه السَّلام ـ مطالعة دقيقة ويمعن النظر فيها ويرى العنوان الذي من أجله خُلق آدم وهو عنوان «الخليفة في الأرض»، وكيف علّمه اللّه سبحانه وتعالى الأسماء واعتبره معلِّماً للملائكة في هذا الخصوص، وكيف أمر اللّه سبحانه الملائكة بالسجود له، وطرده سبحانه للشيطان بسبب عصيانه لهذا التكريم، ثمّ كيف أسكنه اللّه سبحانه في محيط تتوفر فيه كلّ النعم الإلهية وهو الجنة وتحذيره من كيد الشيطان ومصائده وانّه عدوٌّ له ولذريته، فلا يشك حينئذ بأنّه ـ عليه السَّلام ـ قد خسر الكثير من خلال خديعة الشيطان له ولزوجته.

3. ثمّ إنّ توبة آدم ـ عليه السَّلام ـ وقعت هي الأُخرى وسيلة بيد المخالفين للعصمة، لأنّهم يرون أنّ التوبة نتيجة ارتكاب الذنب، وارتكاب الذنب لا ينسجم مع القول بالعصمة، والحال أنّ التوبة أعمّ من صدور الذنب، فقد يرتكب الإنسان عملاً لا يليق بشأنه ولا ينسجم مع مقامه ثمّ يندم على ذلك ويتوب منه، ولا ريب أنّ مقام ومنصب آدم ـ عليه السَّلام ـ يستوجب ـ مع كلّ هذه المقدّمات ـ أن لا ينسى العهد الإلهي، ولكنّه فعلاً قد ارتكب عملاً لا يليق بشأنه ـ وإن لم يكن ذلك العمل في ذاته حراماً ـ فمن اللائق به الندم والتوبة من ذلك، وقد ورد في الحديث:

«إنَّ رَسُولَ اللّهِ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ كَانَ يَتُوبُ إِلَى اللّهِ عزَّ وجَلَّ كُلَّ يَوْم مِنْ غَيْرِ ذَنْب». [1]

العصمة وطلب المغفرة

من الأُمور التي تمسّك بها المخالفون للعصمة في قصة آدم ـ عليه السَّلام ـ ما ورد في القرآن الكريم من قوله تعالى:


[1] سفينة البحار:6/661ـ 662، الطبعة الجديدة.

نام کتاب : الفكر الخالد في بيان العقائد نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست