responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الخالد في بيان العقائد نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 108

فإذا صحّت هذه النظرية ـ طلب الأُمور الخارقة للعادة يُعدُّ شركاً ـ فلابدّ من الإذعان بأنّ طلب المعجزة وفي جميع العصور من مدّعي النبوة يُعدُّ شركاً، وذلك لأنّ الناس في الواقع يطلبون المعجزة والأُمور الخارقة للعادة من مدّعي النبوة لا من اللّه سبحانه، قال تعالى:

(...إِنْ كُنْـتَ جِئْتَ بـآيَة فَأْتِِ بِهـا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصّادِقيِنَ).[1]

والحال أنّ جميع شعوب العالم ـ ولتمييز النبيّ الصادق من الكاذب ـ يلجون هذا الطريق، كما أنّ الأنبياء أنفسهم يدعون الناس للقدوم إليهم ومشاهدة معجزاتهم.

إضافة إلى ذلك أنّ القرآن الكريم قد نقل لنا حوارات تلك الشعوب مع مدّعي النبوّة وطلبهم الإتيان بالمعجزة، ومن دون أن يستنكر القرآن ذلك الطلب، وهذا يحكي كون هذا الطلب أمراً مقبولاً.

فلو فرضنا أنّ أُمّة من الأُمم الباحثة عن الحقيقة تأتي إلى المسيح ـ عليه السَّلام ـ وتقول له: إن كنت صادقاً فيما تدّعي من النبوة والارتباط بالسماء، فاشف لنا هذا المريض أو ردّ بصر هذا الأعمى إليه. فممّا لا شكّ ولا ريب فيه أنّ عملهم هذا لا يُعدُّ شركاً، بل هو عمل عقلائي صادر من أُناس يبحثون عن الحقيقة، ولذلك يستحقون المدح والثناء، فلو صدر هذا الطلب من النصارى بعد رحيل المسيح ـ حسب معتقدهم ـ و طلبوا من روحه الطاهرة والمقدّسة شفاء المرضى، فلماذا يا ترى يُعدُّ عملهم هذا شركاً؟!


[1] الأعراف:106.

نام کتاب : الفكر الخالد في بيان العقائد نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست