قال: والإيمانُ: التصديقُ بالقلب واللسان، ولا يكفي الأوّل لقوله تعالى: (واسْتيقَنَتْها أنفُسُهُمْ)[1] ونحوه، ولا الثاني لقوله: (قُلْ لم تُؤْمِنوا)[2].
أقول: اختلف الناس في الإيمان على وجوه كثيرة ليس هذا موضع ذكرها، والذي اختاره المصنفرحمه اللّه أنّه عبارة عن التصديق بالقلب واللسان معاً ولا يكفي أحدهما فيه.
أمّا التصديق القلبي فإنّه غير كاف لقوله تعالى: (وجَحَدُوا بِها واسْتَيقَنتها أنْفُسُهُمْ)[3] وقوله تعالى: (فَلمّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بهِ)[4] فأثبت لهم المعرفة والكفر.
وأمّا التـصديق اللساني فإنّه غير كاف أيضاً لقوله تعالى: (قالتِ
[1] النمل: 14.
[2] الحجرات: 14.
[3] لا دلالة فيها على ما يدّعيه، إذ لقائل أن يقول: الإيمان هو التصديق القلبي بشرط أن لايجحد باللسان ولا يكذّبه به.
[4] البقرة: 89.