أقول: اتفق الناس على أنّه تعالى حي واختلفوا في تفسيره:
فقال قوم: إنّه عبارة عن كونه تعالى لا يستحيل أن يقدر ويعلم.
وقال آخرون: إنّه من كان على صفة لأجله عليها يجب أن يعلم ويقدر.
والتحقيق أنّ صفاته تعالى إن قلنا بزيادتها على ذاته فالحياة صفة ثبوتية زائدة على الذات وإلاّ فالمرجع بها إلى صفة سلبية وهو الحق، وقد بيّنا أنّه تعالى قادر عالم فيكون بالضرورة حياً لأن ثبوت الصفة فرع عدم استحالتها.
[1] يريد أنّ بعض الصفات في مقام الإثبات يتولد من صفات أُخر، فإنّ الحي عبارة عن الدرّاك الفعال، والمدرك هو العالم، والفعال هو القادر، فإذا ثبت كونه عالماً قادراً، فقد ثبت كونه حياً بلا حاجة إلى برهان خاص.