أقول: هذا طعن آخر، وهو أنّ عثمان حمى الحمى لنفسه عن المسلمين ومنعهم عنه وذلك مناف للشرع لأنّ النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ جعل الناس في الماء والكلاء والنار شرعاً سواء.
قال: ووقع منه أشياءُ منكرةٌ في حق الصحابة: فضرب ابن مسعود حتى مات وأحرق مصحفه، وضرب عمّاراً حتى أصابه فتقٌ [2]، وضرب أبا ذر ونفاه إلى الربذة [3].
أقول: هذا طعن آخر، وهو أنّ عثمان ارتكب من الصحابة ما لا يجوز وفعل بهم ما لا يحلّ: فضرب ابن مسعود حتى مات عند إحراقه المصاحف، وأحرق مصحفه وأنكر عليه قراءته، وقد قال ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ :«من أراد أن يقرأ القرآن غضاً فليقرأ بقراءة ابن مسعود»، وكان ابن مسعود يطعن في عثمان ويكفّره.
وضرب عمار بن ياسر حتى صار به فتق، وكان يطعن في عثمان وكان يقول: قتلناه كافراً.
واستحضر أبا ذر من الشام لهوى معاوية وضربه ونفاه إلى الربذة، مع أنّ النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ كان مقرباً لهؤلاء الصحابة وشاكراً لهم.
[1] الغدير: 8/234 برقم 28.
[2] الغدير: 9/15 برقم 42.
[3] شرح النهج لابن أبي الحديد: 3/40 ـ 52، الغدير: 8/292 برقم 40.