responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 91

ثم إنّ هناك بديهيات أولية يبتني صحة أي استنتاج عليها، وهي مفروضة في جميع موارد الاستدلال، مثل مبدأ عدم التناقض، وأنّ النفي والإثبات لا يصدقان معاً في شيء واحد، وأنّه إذا صحّ كون المادة متغيّرة، فلا يصحّ نقيضه، وإذا صحّ أنّ كل متغير بالذات حادث، فلا يصحّ نقيضه .

وبالجملة، كل معرفة إنّما تتولد عن معرفة سابقة، وهكذا تلك المعرفة عن أُخرى، حتّى تنتهي سلسلة المعارف النظرية إلى المعارف الأَوليّة المعلومة بالذات.

وهذا هو المنهج الّذي درج عليه الفلاسفة الإسلاميون، واتّضح من مجموع ذلك أنّهم حسيون عقليون.

ونختم هذا البحث الإجمالي لنظرية الإسلاميين في باب المعرفة، بكلمة قيّمة لصدر المتألّهين تعرب عن كون الحسّ، مثل العقل، من أدوات المعرفة عند الإسلاميين، وأنّ الإدراكات العقلية تنتهي في النهاية إلى الحسّ. قال: «فإنّ الحواس المختلفة الآلات، كالجواسيس المختلفة الأخبار عن النواحي، تُعِدّ النفس للاطّلاع على تلك الصور العقلية المجرّدة. والإحساسات إنّما تتكثر، بسبب اختلاف حركات البدن لجلب المنافع والخيرات، ودفع الشرور والمضار، فبذلك ينتفع الحسّ بالحسّ، ثم يُعِدُّها ذلك لحصول تلك التصورات والتصديقات الأوليّة. ثم يمتزج بعضها ببعض، ويتحصّل من هناك تصورات وتصديقات مكتسبة لا نهاية لها»[1].

***

6. الفلاسفة الغربيون

ظهرت في أُوروبا، في أوائل عصر النهضة الصناعية، نهضة فكرية فلسفية بعد قرون الانحطاط والتخلف، وبرز فلاسفة كثيرون يناصرون منهج اليقين في الوصول إلى المعارف والحقائق، ولكنهم سلكوا في هذا المنهج مذاهب شتّى واعتنقوا نظريات مختلفة، نعرضها فيما يلي ثم نحلل كل واحدة منها:


[1] الأسفار: 3 / 381 ـ 382 .

نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست