responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 47

3. انقسام العلم إلى فعلي وانفعالي

العلم قد يكون فعلياً، وقد يكون انفعالياً، ولكل منهما تفسيران:

التفسير الأول، للمتكلمين: العلم يكون فعلياً إذا كانت الصورة الذهنية متقدمة على الوجود الخارجي للمعقول. كارتسام شكل البيت في خيال المهندس فإنّ ذلك التصوّر يصير مبدأً لحصول المتصوَّر في الخارج. وعلى ضوء ذلك فجميع الأفعال الحيوانية والإنسانية الصادرة بعد التصور، والتصديق بفائدتها، من هذا القبيل .

وأمّا إذا كان وجود المعلوم متقدِّماً على وجود العلم، مثل مَنْ نظر إلى البناء، وتصوَّر عنه صورة، فهذا هو العلم الانفعالي.

وقالوا: إنّ العلم الفعلي أفضل من العلم الانفعالي، كيف لا، ونحن نعلم أنّ علم امرئ القيس بقصيدته، أشرف وأكمل من علم من تعلّمها منه[1].

التفسير الثاني، للحكماء، وهو أنّ العلم الفعلي ما يكون بنفسه علةً تامةً لوجود المعلوم في الخارج، من دون حاجة إلى توسيط الآلات والأدوات.

كالإنسان الواقف على شاهق، حيث يتصور السقوط، فيسقط فوراً. وبذلك يفترق عن العلم الفعلي للمتكلمين، فإنّ الصورة المرتسمة في ذهن المهندس قبل الاشتغال بالبناء، ليست علّة لإيجاده، وإنّما هي من أجزاء علّته، فتصوره لا يؤثّر في إيجاد ذلك المتصوَّر إلاّ بواسطة الآلات والأدوات.

ويقابله العلم الانفعالي، وهو ما لا يكون علة تامة لوجود المعلوم. وأكثر العلوم البشرية من هذا القبيل. وعلى ضوء هذا، فالصور الذهنية للمهندس من العلوم الانفعالية.

يقول الحكيم السَّبْزَواري في أصناف الفاعل:

وَبِتَوَهُّم لِسَقْطَة، على * جذع، عنايةً، سقوطٌ فُعِلا[2]


[1] المباحث المشرقية: 1 / 365 ـ 366 .
[2] شرح المنظومة لناظمها: 117 .

نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست