responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 282

المعرفة[1].

أدلة تجرّد المعرفة

الدليل الأول ـ استحالة انطباع الكبير في الصغير

لا شك أنّ كل واحد منّا يدرك صورة الموجودات العظيمة ويتصورها بما لها من الحجم والمقدار، كالسماء المترامية، والجبال الشاهقة، والسهول الفسيحة، هذا من جانب.

ومن جانب آخر، إنّ من المستحيل انطباع الصور الكبيرة في المحالّ الصغيرة، لأنّ المحل يجب أن يكون أوسع من الحالّ أو مساوياً له.

فإذا كان الأمر كذلك، فكيف يمكن القول بأنّ العلم هو نفس الأثر البارز في الدماغ، فإنّ الدماغ المادي يستحيل أن يستوعب صور الأشياء العظيمة، الّتي قد ترقى نسبتها إليه، إلى نسبة أعظم الجبال إلى الذرة؟!

فلابدّ ـ إذن ـ من وجود مجرَّد وراء هذا الدماغ المادي، هو الّذي يشكل حقيقة العلم، وإدراك الأشياء.

قال صدر المتألهين: إنّا نتصور جبالاً شاهقة وصحاري واسعة مع أشجارها وأنهارها وتلالها ووهادها، ونتصور الفلك والكواكب العظيمة المقدار. فلو كان محل هذه الأشياء مقدم الدماغ، لوجب أن تحصل تلك الأُمور فيه، فإنّه شيء قليل المقدار والحجم، وانطباع العظيم في الصغير ممّا لا يخفى بطلانه.

ولا يكفي الإعتذار بأنّ كليهما يقبلان التقسيم إلى غير النهاية، فإنّ الكف لا تسع الجبل وإن كان كل منهما يقبل التقسيم لا إلى نهاية.[2]


[1] وقد بحث الإسلاميون عن تجرّد المعرفة تارة مستقلاً وأخرى تبعاً للبحث عن تجرّد النفس. فالأول ما يجده الباحث عند بحثهم عن تقسيم الوجود إلى الذهني والخارجي، فلاحظ الجزء الأوّل من الأسفار: 299 ـ 302، وشرح منظومة الحكيم السبزواري، لناظمها: 23 ـ 32. وأمّا الثاني فلاحظه في الأسفار: 3 / 475 ـ 487. وج 8 / 260 ـ 303 .
[2] المراد التقسيم العقلي لا الحسيّ، وهذا هو المراد من بطلان الجوهر الفرد أي الجزء الّذي لا يتجزّأ.

نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست