responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 262

وهذا البرهان من قبيل الاستدلال بالأثر على المؤثر، وهو استدلال رائج في العلوم، وعليه ارتفع صرح العلم في الحضارة الحديثة.

في حين أنّ العلماء الطبيعيين يقصرون جهودهم على الطبيعة نفسها، من دون تعد إلى سواها،ترى الأنبياء والإلهيين ينتقلون من مطالعة عالم الظاهر بأسره، والآيات الطبيعية والكونية بمجموعها، إلى عالم الباطن وما وراء الطبيعة، مستدلّين بالآيات على ذيها، وبالآثار على مؤثّرها، وبالنظم السائد عليها، على دخالة علة شاعرة عالمة ليخلُصوا من ذلك إلى وجود قوّة غيبية أوجدت العالم ودبّرته بالسنن والنواميس.

فعالم الوجود متشكل من عالمي شهود وغيب، وقد تبيّن للإنسان جزء من ذلك العالم المشهود عن طريق التجربة وغيرها، وأمّا العوالم الغيبية، فهي مغمورة تحت عالم الشهود، والطريق إليها هو بالتدبر في الظاهر المشهود والعبور منه إلى الباطن: الإمعان في الجسم والتجاوز منه إلى الروح، ومطالعة مجموع الكون والانتقال منه إلى وجود خالق مدبر...

ب ـ برهان الإمكان

يبتني هذا البرهان على تقسيم المعقول إلى الواجب والممكن والممتنع، وهو من التقسيمات العقلية الواضحة.

والممكن هو ما يحتاج في وجوده إلى علّة تخرجه من العدم إلى الوجود، فهذا العالم الإمكاني يكشف عن وجود علّة أوجدته.

ثم يدور أمر تعيين هذه العلة بين عدّة فروض أكثرها باطل لأدائه إمّا إلى الدور أو إلى التسلسل الباطلين، ويتعيّن منها انتهاء عالم الإمكان إلى علة فوقه، واجبة الوجود، هي الّتي أوجدته.

ج ـ حدوث المادة

أثبتت العلوم الطبيعية والبراهين الفلسفية أنّ وجود المادة حادث غير قديم،

نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست