responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 247

الموجودات، الّتي ترجع معرفتها إلى معرفة درجة الوجود من حيث الكمال.

وأمّا الموضوع الّذي لا يمكن الاكتناه به ومعرفته حقيقةً، فهو نفس الوجود متعرّياً عن كل حدّ ولون. وذلك لأنّ الإنسان يتعرف على الأشياء بذهنه، وأداة الذهن أداة داخلية، لا يقع في إطارها إلاّ ما كان من سنخها وفي مرتبتها. وأمّا الوجود فهو نفس العينية الخارجية، وهو مباين لسنخ أداة إدراك الإنسان وخارج عن مرتبتها، فلايقع في أفقها حتّى تتعلّق به المعرفة.

فالذي يقع في إطار الذهن، هو المفاهيم والصور، الّتي يعبّر عنها برسم الوجود وشرحه، وبيان مرتبته وحدّه، لا الشيء الّذي يشكل دار الوجود والتحقق، أعني نفس العينية الخارجية، فإنّه يستحيل من يرد الذهن من غير طريق المفاهيم والصور والإشارات، ولأجل ذلك قالوا في الوجود: «كنهه في غاية الخفاء».

وبعبارة ثانية: إنّ أدوات المعرفة، الّتي تتبلور جذورها في الذهن، إنّما تستطيع درك ما لا يترتب عليه أثر إلاّ نفس وجوده، كالمفاهيم وصور الأشياء، دون ما تترتب عليه الآثار.

مثلاً: النار الخارجية تتصور معرفتها بنحوين:

أ ـ التعرف عليها بالمفهوم والصورة، فنتصور مفهوم النار أو صورتها في الذهن، وهذا ما يقدر عليه الذهن، لأنّ المعلوم، أعني المفهوم والصورة، لا يترتب عليهما شيء.

ب ـ التعرف عليها بحقيقتها العينية، وحيثيتها الخارجية، الّتي لا تنفك عن الأثر ـ وهو الإحراق ـ وهذا ما لا يقدر عليه الذهن، وإلاّ لزم أن يحترق الذهن في ظرف ذلك الإدراك، وليس كذلك، بل الذهن في درجة، والمعلوم في درجة أُخرى، لا يجتمعان .

فبما أنّ حقيقة الوجود في جميع مراتبه من الواجب والممكن، والعلّة والمعلول، والمجردات والماديات، والجواهر والأعراض، نفس العينية الخارجية الّتي لا تنفك عن الأثر، لا يستطيع الذهن الاكتناه بها، اللهم إلاّ ما أمكن وقوعه

نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست