responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 236

شك أنّ العلوم الطبيعية تفتحت ونضجت في ظلال التجربة ولولاها لشلّت عجلة العلوم ولم تبلغ هذا الحدّ الّذي أدهش العقول وحيّر الألباب. وأمّا كون التجربة هي المسلك الوحيد لكشف صحة العلوم، وانقطاع كل طريق آخر إلى ذلك فهو كلام زائف، لماستقف عليه من أنّ الإنسان يملك علوماً كثيرة ضرورية قبل شروعه بتجاربه.

وثانياً: إنّ نفس هذه النظرية، أي كون التجربة هي المعيار، لم تثبت بالتجربة، فيجب على القائلين بهذه النظرية البرهنة عليها إمّا بتجربتها، وهو غير معقول، أو بادّعاء أنّها قضية بديهية لا تحتاج إلى الدليل، وهو ما نريده.

وثالثاً: لا ملازمة بين صحة النتيجة في مقام العمل، وصحة الفرضية، بل قد تكون النتيجة صحيحة والفرضية باطلة، فإنّ النسبة بينهما نسبة العموم والخصوص المطلق، فصحة الفرضية دليل على صحة النتيجة ولا عكس، نظير قولنا كل جَوْز مدوّر، وليس كل مدوّر جَوْز.

وإن شئت قلت: هؤلاء استدلّوا بوجود الأخصّ على وجود الأعمّ، نظير الاستدلال بوجود كائن حي في البيت على وجود إنسان، وهذا خاطئ.

والشهود والعيان ينفيان تلك الملازمة، وهاك بعض النماذج :

أ ـ إنّ نظرية بطليموس الّتي سادت الأوساط العلمية قرابة خمسة عشر قرناً من الزمن، كانت مبنية على مركزية الأرض وحركة الشمس والأفلاك حولها. ولكن هذه النظرية بطلت من أساسها في الحضارة الحديثة وتبيّن أنّ الأمر على العكس، مع أنّ النتائج الّتي كان يستخلصها المنجمون والفلكيون، اعتماداً على هذه الفرضية الباطلة، صحيحة لا غبار عليها، نظير تعيين قواعد الخسوف والكسوف وعلاماته وأوقاته الدقيقة، وأوضاع الهلال ودورة القمر الشهرية، واتّجاه القبلة، وخطوط الطول والعرض وغير ذلك.

ب ـ كان السائد عند العلماء أنّ العناصر المكوّنة للكون أربعة: الهواء والتراب والماء والنار. والعناصر الأساسية الّتي يتشكل منها الطبع البدني الإنساني أربعة أيضاً: الدم والبلغم والصفراء والسوداء. وكان الأطباء يعالجون بهذه

نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست