responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 210

وقد جاء في فواصل الآيات قوله: (يَتَفَكَّرُونَ)، (يَسْمَعُونَ)، (يَعْقِلُونَ)، مشيرةً إلى أنّ دراسة هذه الآيات يوقفنا على أنّه سبحانه هو المدبّر كما هو الخالق، ببيان أنّ الإمعان فيها يعرب عن أنّ الخلق والتدبير ممتزجان، بحيث لا يمكن أن ينسب الخلق إلى فاعل والتدبير إلى فاعل آخر، فإنّ ذلك إنّما يتصور إذا كان التدبير منفصلاً عن الخلق، كما في ربّ البستان وغيره، فإنّه إنّما يهيئ له ما يضمن بقاءه من تنظيف الأرض، وشق الجداول وتنقيتها، وإيصال الماء إلى الأصول، وتسميد الأرض وغير ذلك ممّا يصلح الأشجار ويهيِّئها للإثمار، من دون أن يكون هو خالقاً للأشجار والثمار بوجه من الوجوه. وأمّا العامل الّذي يشاهده الإنسان، وجاء ذكره في الآيات، فإنّما هو سبيكة واحدة امتزج فيها الخلق والتدبير، فلا يمكن الفصل بينهما.

وقد استدلّ إبراهيم ـ عليه السَّلام ـ على بطلان ربوبية الكوكب والقمر والشمس بآثارها الحسيّة، وهي أُفولها وغيبتها عن الإنسان، ولا يصحّ أن يكون الربُّ غائباً عن مربوبه، فكيف يمكن أن تُعَدَّ الأفلاك أرباباً للإنسان الّذي يحتاج إلى التدبير في جميع آنات عمره ولحظات حياته؟

يقول تعالى حاكياً هذا الاستدلال: (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ الْلَيْلُ رَءَا كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لاَ أُحِبُّ الآفِلِينَ * فَلَمَّا رَءَا الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَءَا الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِىءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)[1].

*


[1] الأنعام: 75 ـ 79 .

نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست