responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 21

القسم الآخر الذي يعبر عنه بالعلم الحضوري، فلا يشمله. ويظهر ذلك بتعريف كلا القسمين وبيانه .

امّا العلم الحصولي فهو عبارة عن حصول صورة من الشي ء بإحدى الحواس الظاهرية، في النفس. فإنّا إذا أطللنا بنظرنا إلى الكون ورأينا فيه جبالا ونباتات وحيوانات، تأخذ أعيننا صوراً من هذه الأشياء، تنتقل بعد عمليات فيزيائية وكيميائية إلى الذهن، ليتحقق عندها الإبصار.

وحَظُّ الإنسان عندئذ من إدراك الواقع، هو إدراك صورة علمية منه، لا الواقع نفسه، إذ من الضروري أنّ الواقع له آثار حقيقية كالحرارة والبرودة، والإنسان عندما يشاهد النار والثلج، لا ينال منهما إلاّ الصورة العلمية، لا الآثار الواقعية الموجودة فيها. وهذا ما يُعنى من أَنّ العلم الحصولي هو الصورة الحاصلة في النفس من الشيء.

وعلى ضوء ما ذكرنا، فالعلم الحصولي يتقوم بأمور ثلاثة:

1ـ الإنسان المدرِك (بالكسر).

2ـ الشيء المدرَك (بالفتح) الموجود في الخارج، الذي يقال له في مصطلح الفلسفة «المعلوم بالعرض».

3ـ الصورة الذهنية الحاصلة من الشيء، في النفس، التي يطلق عليها في ذلك الاصطلاح «المعلوم بالذات».

وليست تسمية الشيء بكونه «معلوماً بالعرض»، والصورة العلمية بكونها«معلوماً بالذات»، اعترافاً بأصالة الذهن والذهنيات، وفرعية الخارج، حتى نتهم بالمثالية، وإنّما ذلك الأجل أنّ ما يناله الانسان في حقل ذهنه ومدارك معرفته هو الصورة العلمية لا غير. وأمّا الخارج، فانه انما يناله عن طريق هذه الصورة بما لها من الطريقية والكاشفية عن الخارج، ولذا استحق ما يناله الانسان أوّلاً تسمية «المعلوم بالذات» وما يناله ثانياًـ بفضل هذه الصورة ـ تسمية «المعلوم بالعرض».

هذه حقيقة العلم الحصولي.

نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست