responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 204

فليست المسألة من قبيل التدخل في المعرفة الحسيّة كما هو الحال في عمل المصوِّر، بل المعرفة الحسيّة باقية على حالها، ولكنها ـ بما هي ـ تعطي للنفس مقدرة خاصة على انتزاع الكلّي أو صنعه في أُفق الذهن، أو تنتقل إلى معرفة أُخرى. فبين العملين فرق جوهري.

جوابان للفلاسفة الغربيين

لما وقف الفلاسفة الغربيون على هذه المعضلة، حاولوا حلّها، فجاءُوا بجوابين نشير إليهما:

أ ـ تعميم المعرفة الحسيّة

وحاصل هذا الجواب أنّ الذهن يقوم بتعميم المعرفة الحسيّة المحدودة إلى معرفة وسيعة غير محدودة، هي المفاهيم الكليّة.

ولا يخفى أنّ هذا مصادرة واضحة، إذ لا يزال السؤال باق بحاله، فالمستشكل يسأل عن الفرق بين تعميم العقل المعرفة المحدودة إلى غير محدودة، وتعميم المصور تلك الصورة بالتلاعب فيها وزيادة أشخاص غرباء، ولماذا يعدّ أحد العملين جرماً دون الآخر؟

فالمستشكل بدلاً من أن يحلّ العقدة، كرر الإشكال، بخلاف الفلاسفة الإسلاميين فقد حلّوها إمّا بحديث الانتزاع، وإمّا بخلاقية النفس، أو بترقي المعرفة من الحسيّة إلى درجة فوقها .

ب ـ تبدل التغيرات الكمية إلى الكيفية

تذهب الفلسفة الديالكتيكية إلى أنّ التبدلات الجزئية التدريجية المستمرة الطارئة على الطبيعة ربما تصل إلى حدّ يفقد فيه الجسم قدرته على تحمل هذه التغيرات بشكلها الخاص، فيقع في الجسم تحول فجائي آني تحصل على أثره كيفية جديدة.

وبعبارة أُخرى: إنّ التطور الديالكتيكي للمادة على قسمين: أحدهما تغيّر

نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست