responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 185

آلية القلب في إدراك المعارف

إنّ تفصيل هذه المنازل يتوقف على عرض عرفان إسلامي على الباحثين، وهذا لا يناسب موضوع الكتاب، وإنّما نذكر أثر طيِّ هذه المنازل في الحياة العلمية.

إنّ لطيّ هذه المنازل أثرين بارزين في الوقوف على المعارف :

1. إنّ الباصرة الظاهرية تقدر على رؤية الأشياء البعيدة عنها. ولكن إذا كان هناك ضباب أو غبار، ينحصر البصر برؤية الأشياء القريبة فقط، فالضباب والغبار مانعان عن الرؤية، ولكن الباصرة مستعدة لها.

إنّ النفس الإنسانية قادرة على التعرّف على الحقائق الموجودة في مجال الحسّ والعقل. لكن العصبية والهوى يعميان الإنسان، فيعود منكراً للمحسوس والمعقول، فأدنى أثر لطي هذه المنازل هو صيرورة الإنسان، إنساناً خالصاً، مجرّداً عن الهوى والعصبية المعميين، كاملاً لا يطلب إلاّ الواقع ولا يعشق إلاّ الحقيقة، سواء أكانت لصالحه أم لا، وافقت انتماءه القومي أم لا، وغير ذلك من موانع المعرفة الّتي سيأتي البحث عنها.[1]

2. إنّ طيّ هذه المنازل يعطي للنفس قوّة واقتداراً على الاتّصال بعالم الغيب، وإشراق صور ومعان منه عليها، ويُلهم مفاهيم وحقائق لا يتوصل الإنسان العادي إليها بأدوات المعرفة الحسيّة والعقلية.

وعلماء الأخلاق يوصون بأُمور، ويحذّرون من أُمور: يوصون بالإيثار والتقوى والشجاعة والاستقامة. ويحذّرون من البخل، والانحلال، والجبن والانخذال ولكنهم يكتفون بالإيصاء بتلك والتحذير من هذه، من دون الإفاضة في كيفية توصّل الإنسان إليها، وأنّه في ظل أي عامل يقدر على تحصيل الفضائل، وتحت أي حافز يستطيع اجتناب الرذائل، فهذه النقطة الحساسة قد أُهملت في كتب الأخلاق، فلا تجد فيها سوى الدعوة إلى الفضائل ولزوم التحلي بها،


[1] لاحظ الفصل الحادي عشر.

نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست