responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 131

العامل الخامس: تأثير الأوضاع الاقتصادية

إنّ الفلسفة المادية الديالكتيكة [1]، تفسّر الأحداث الكونية والأوضاع السياسية والاجتماعية والعلمية والدينية بأصول مادية.

فكما أنّهم يفسّرون الأحداث الكونية والظواهر الطبيعية بأُصول مادية مسلّمة عندهم[2]، فكذلك يفسّرون كل ما يرجع إلى المجتمع الإنساني من علم وسياسة، وفن وديانة، بالوضع الاقتصادي الّذي تحدده وسائل الإنتاج، الّذي هو الأساس الواقعي لبناء المجتمع بكل نواحيه.

فمثلاً عندما تحوّل الوضع الاقتصادي من الإقطاع إلى الرأسمالية، وحلّت الطاحونة البخارية محل الطاحونة الهوائية (تبدُّلُ وسائل الإنتاج)، تبدَّلَ كل ما يرجع إلى المجتمع وفقاً للحالة الاقتصادية الجديدة.

فالقوة المحركة للتاريخ بالمعنى الأعمّ [3]، هي الوضع الاقتصادي الّذي يتبع كيفية تطور وسائل الإنتاج. والمعرفة الإنسانية ليست إلاّ تعبيراً عن الوضع الاقتصادي، فلو تبدّل تبدلت وتغيّرت.

ومن الواضح أنّ هذا المنهج المادي يَحُطّ من قيمة المعرفة الإنسانية، لأنّ مآله إلى أنّ كل ما يدركه الإنسان يخضع مباشرة تحت تأثير الوضع الاقتصادي وتطوُّر أدوات الإنتاج، وليس حاكياً أيّما حكاية عن الواقع.

فمثلاً: إنّ القول بأنّ كل ظاهرة تنبع عن علّة حقّقتها، وأنّ حُسْنَ ردّ الإحسان بالإحسان، وقبحَ ردّه بالإساءة، وأنّ المتناقضيْن لا يجتمعان، وجميع القوانين الرياضية (2 × 2 = 4، مثلاً)، كلُّها تعبيرات عن الوضع الاقتصادي، لا حاكية عن الواقع، معناه أنّ الإنسان الّذي سيعيش في المستقبل، وفي وضع اقتصادي آخر، سيحكم بخلاف ما تقدّم!!.

وعلى ذلك، يصحّ لنا أن نرفع عقيرتنا ونقول: إنّ الفلسفة المادية داست


[1] نريد هنا الإتجاه الماركسي في المادية الديالكتيكية.
[2] سيأتي ذكرها في الفصل الثاني عشر .
[3] الفلسفة والعلوم والآداب والديانات.

نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست