responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 111

أ ـ النسبية الفلسفية

أصحاب هذه الطائفة لا يعترفون بإراءة العلم للواقع مائة بالمائة، وإنّما يقولن بأنّ ما يدركه الإنسان من الخارج ليس حقيقة خالصة من الشوائب، بل هي مزيد من الناحية الموضوعية للشيء (الخارج) والناحية الذاتية للفكر المدرك، فلا يمكن أن تُفصل الحقيقة الموضوعية في التفكير، عن الناحية الذاتية للفكر وتبدو عارية عن كل إضافة.

إنّ أصحاب النسبية الفلسفية يزعمون أنّ هناك عاملين رئيسيين يشتركان في إخراج الصورة الذهنية عن الإطلاق، وتشويشها بالشوائب، إليك بيانهما.

العامل الأول ـ الظروف الزمانية والمكانية المحيطة بالمدرك

إنّ للزمان والمكان تأثيراً في تبلور الأشياء بصور مختلفة حيث نرى أنّ شيئاً واحداً يتجلّى في ظرف خاص جميلاً وفي ظرف آخر غير جميل، وغير ذلك الكثير، وما هذا إلاّ لأنّ للظروف تأثيرها في إظهار كيفيات الأشياء.

العامل الثاني ـ الجهاز العصبي

إنّ للجهاز العصبي دوراً عظيماً في تبلور الصور العلمية بصور خاصة، فالأشياء الخارجية تظهر لدى مدارك الإنسان بألوان مختلفة: حمراء وخضراء وزرقاء وغيرها، بينما بعض الحيوانات لا تراها إلاّ باللونين الأسود والأبيض، وما هذا إلاّ لأنّ للجهاز تأثيراً في تبلور الخارج في الذهن.

بل الإنسان الواحد يدرك الشيء الواحد، في حالات مختلفة، بصورتين مختلفتين. فترى أنّ الإنسان في حال سلامته يلتذّ بالطعام دون حالة سقمه، والرائحة الواحدة تكون طيبة له في حالة دون أُخرى، وغير ذلك.

وهكذا فالصور الذهنية ليست سوى إشارات إلى الخارج ورموز عنه، وليست كاشفة عنه كشفاً تامّاً، لأنّ كيفيتها متوقفة على مدى تأثير العاملين الماضيين فيها، اللّذين يخرجانها عن الإطلاق ويضيفان عليها الشوائب .

نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست