responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 106

فلم يتيسّر، إذ لم يكن دفعه إلاّ بالدليل، ولم يمكن نصب دليل إلاّ من تراكيب العلوم الأولية. فأعضل هذا الداء، ودام قريباً من شهرين أنا فيهما على مذهب السفسطة، بحكم الحال، لا بحكم النطق والمقال، حتّى شفى الله تعالى من ذلك المرض، وعادت النفس إلى الصحة والاعتدال ورجعت الضروريات العقلية مقبولة موثوقاً بها على أمن ويقين، ولم يكن ذلك بنظم دليل، وترتيب دليل، وترتيب كلام، بل بنور قذفه الله تعالى في الصدر، وذلك النور هو مفتاح أكثر المعارف»[1].

***

ب ـ النظرية الحسيّة [2] أو الحسيّون

المعروف أنّ مؤسس المذهب الحسّي في المعرفة هو الفيلسوف الإنكليزي «جون لوك» [3] (1632 ـ 1704 م). ولكن الحق أنّ أول من وضع أساسه هو الفيلسوف الإنكليزي «فرنسيس بيكون»[4] (1561 ـ 1626 م).

كان «بيكون» من أقوى المتمردين على التقاليد الأفلاطونية والأُرسطيّة، وحاول من نواح كثيرة أن يُحيي فلسفةً مادية قريبةً من مادية «ديموقريطس »[5]. وقد زعم أنّ المنطق الأُرسطي غير مفيد بوصفه أداة للكشف، وجعل العلم الطبيعي في الصف الأول من العلوم وقال: إنّ الطبيعة تؤثّر على الفكر البشري بشعاع مستقيم. وهكذا فقد كان «بيكون» من أَوائل الفلاسفة الحسيين الذين يرون الحسّ والتجربة أساس المعرفة.

وقد تأثر «لوك» بالمنهج العلمي لـ «بيكون»، فجعل الحسّ أساس المعرفة.


[1] المنقذ من الضلال، للغزالي: 10 ـ 14، ط بيروت 1969 .
[2] SENSUALISM .
.. John Locke.
[4] Francis Bacon.
[5] Democritus وسيأتي ذكر بعض أحواله في النظرية التالية وهي النظرية الديالكتيكية.

نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست