responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 103

الإنسان من طريق الحسّ، وكان الحسّ غير معبّر عن الحقيقة، تكون أغلب علوم وتصورات الإنسان فاقدةً للقيمة العلمية.

ولأجل ذلك، ينبغي أن نَعُدّ ديكارت من الشكّاكين لا الواقعيين والموضوعيين. فهو وأتباعه يرفعون شعار العلم والمعرفة اليقينية، ولكنهم في الحقيقة شكاكون، غيرُ مذعنين. ولعلّ هذا نوع نفاق علمي حاق بهم، ولم يكن رفع الشعار العلمي إلاّ واجهة ليس وراءها حقيقة.

الشك بين الوسيلة والغاية

إنّ الشك الطارئ على الذهن يتبلور على صورتين:

أ ـ تارة يطرأ على الذهن بصورة ظاهرة نفسانية، ثم يزول بعد فترة، ويتبدل إلى اليقين، وهذا هو الشكّ المنهجي.

ب ـ وأُخرى يطرأ على الذهن ويعلق به ولا يرحل عنه أبداً، بل يستوطن فيه .

فالقسم الأول من الشك وسيلة لليقين وأمارة إليه، وهو يدفع الإنسان إلى السعي وراء الحقيقة واستخدام قوى النفس الباطنية لرفع الحجب والأستار عن محيّاها. وهذا الشك نعمة من نعم الله سبحانه على المحققين والمتعمقين.

وأمّا القسم الثاني، فهو بلاء النفس وعذاب لها، وإذا استمر الشك فيها، فإنّه يُحرقها في أُتونه، ويشرف بالإنسان على الخبط والجنون.

ومن حسن حظ ديكارت أنْ كان شكُّه من القسم الأول، فقد استخدمه للوصول إلى منار اليقين، ولو في قسم من المعارف البشرية.

وليس ديكارت وحيد نسجه في هذا المقام، أي ممن طرح كل معلوماته وتصوراته، وبدأ بالتحقيق من صفر، بل سبقه إلى ذلك الإمام الغزالي، أبي حامد محمد بن محمد[1].


[1] ولد عام 450 هـ ق (1058 ـ 1059 م) في مدينة طوس من مدن خراسان، وتوفي فيها عام 505 هـ . ق (1111 م).

نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست