responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 101

7. إثبات الصانع بطريقة ديكارت مستلزم للدور

قد عرفت أنّ ديكارت اعتمد في إثبات وجود الصانع على أُصول :

أ ـ إنّي أجد فكرة الإله في ذهني، فلا بد أن يكون لها من مصدر. (كل ظاهرة تحتاج إلى علّة).

ب ـ إنّ هذه الظاهرة الذهنية، بما لها من الكمال، يمتنع أن يكون الذهن مصدرها، بل لا بدّ أن يكون سببها أكمل من النفس والذهن.

ج ـ ثم فرّع على ذلك أنّ هذه الفكرة، وكلّ فكرة فطرية، ليس لها مصدر إلاّ الله، وكذا كل البديهيات، كالحركة والامتداد والنفس وغيرها.

د ـ ثم وجه إلى نفسه سؤالاً: لماذا لا تكون تلك القوّة (الإله) خادعة ومضلّلة لذهني في أفكاره وتصوراته؟

وأجاب: إنّ الخداع آية العجز والنقص، والموجود الكامل منزّه عنه .

هذاخلاصة استدلال «ديكارت».

غير أنّ هذا الاستدلال دوري لا يفيد، وذلك لأنّه وصل إلى هذه النتيجة: «إنّ القوة الكبرى ليست بخادعة بالنسبة إلى الأفكار الّتي يحملها ذهني وتودعها تلك القوة فيه» بعد الاستدلال بأُصول ثلاثة، فهو لم يكن جازماً بهذه النتيجة عندما كان يتفوّه بالأُصول الثلاثة الأُولى .

وعلى ضوء هذا، فالأُصول الثلاثة الأُولى مشكوكة جداً عند الاستدلال، لاحتمال أن تكون من تضليل القوة الكبرى وخداعها، فإن تنزّهها عن الخداع لم يُتَوصل إليه بعد.

وعلى ذلك، فصحّة الأصول الثلاثة الأولى، متوقفة على صحة الأصل الرابع (تنزه الإله عن الخداع)، مع أنّ هذا الأصل مبتن على صحة الأُصول الثلاثة، وهذا هو الدور.

نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست