فمنها أنّه تعالى لايمكن أن يكون فيه تركيب [1]، أو اثنينيّة، أو احتمال قسمته بوجه من الوجوه. وذلك لاحتياج ما يكون كذلك إلى كلّ واحد من أجزائه وأقسامه; وذلك يناقض كونه واجباً لذاته، وكونه مبدءاً لكلّ ما عداه.
[1]التركيب على أقسام:
[1] التركيـب من الأجزاء الخارجية وهي المادّة والصّورة في مصطلح الحكماء القائلين بتركّب الجسم من المادّة والصّورة، والأجزاء العنصرية والذرّية وغيرها عند علماء الطبيعة والفيزياء.
[2] التركيب من الأجزاء العقلية وهي الأجناس والفصول، ويلحق بذلك التركيب من الوجود والماهية.
[3] التركيب من الجهات والحيثيات، كحيثية الذات والصفة وهذا يأتي فيما يكون صفاته زائدة على ذاته.
[4] التركيب من الأجزاء الوهمية كأجزاء الخطّ والسطح و الجسم التعليمي.
فلو قال المصنف: إنّه تعالى لايمكن أن يكون فيه تركيب مطلقاً، كان وافياً بالمقصود، لكنّه عطف على التركيب الاثنينية واحتمال القسمة، والظاهر أنّه أراد بالتركيب القسم الأوّل والثاني، وبالاثنينية، القسم الثالث، وأراد بقوله: «أو احتمال قسمته بوجه من الوجوه»، ما يعمّ الأقسام المتقدمة والقسم الرابع.