العالَم عبارة عمّا سوى اللّه تعالى، وما سوى اللّه تعالى إمّا جواهر وإمّا أعراض. وإذا ثبت احتياج الجواهر إلى مُوجد ثبت احتياج الأعراض إليه لاحتياجها إلى ما تحتاج إليه. والمتكلّمون ينكرون وجود جواهر غير جسمانيّة كما سيجيء بيانه، ويثبتون أوّلاً حدوث الأجسام والجواهر، ويستدلّون بذلك على إثباتِ مُحدِثها القديم.
[طرق إثبات حدوث العالم عند المتكلّمين]
ولهم في إثبات حدوث الأجسام طرق:
[الطريق الأوّل]
أحدها قولهم: كلّ جسم لا يخلو من الحوادث، وكلّ ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث، فكلّ جسم حادث. وهذه الحجّة مبنيّة على إثبات أربع دعاو: إحداها : إثبات وجود الحوادث. والثانية: بيان أنّ كلّ جسم لايخلو منها. والثالثة: بيان حدوثها جميعاً. والرابعة: بيان أنّ كلّ ما لا يخلو من الحوادث حادث.