إذا كانت حقيقة الإنسان هو روحهُ ونفسه الباقية غير الداثرة ، وكانت الصلة بين الدارين (دار الدنيا ودار البرزخ) موجودة ، وكانت متعلقة بأجسام تناسبها وهم بين منعّم ومعذّب ، يقع الكلام في انتفاع أهل البرزخ بأعمال المؤمنين الموجودين في دار الدنيا إذا قاموا بالاستغفار لهم بأعمال نيابة عنهم ، وعدمه .
وقبل الدخول في صلب الموضوع لنا كلامٌ نقدّمه : هو أنّ الإيمان إنّما ينتفع به الإنسان إذا انضمّ إليه العمل الصالح ، ولا ينفع إيمان إذا خلا عنه ، ولأجل ذلك يذكر سبحانه العمل الصالح إلى جانب الإيمان في أكثر آيات الكتاب العزيز .
وقد أخطأت «المرجئة» لمّا زعموا أنّ الإيمان المجرّد وسيلة نجاة ومفتاح فلاح ، فقدّموا الإيمان وأخّروا العمل .
وقد فنَّد أهل البيت ـ عليهم السلام ـ هذه الفكرة الباطلة حيث حذّروا الآباء ودعوهم إلى حفظ أبنائهم منهم : «بادروا أولادكم بالأدب قبل أن يسبقكم إليهم المرجئة»[1] .
فالاعتماد على الإيمان مجرداً عن العمل فعل النوكى والحمقى ، وهو لا يفيد