responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح العقليين نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 30

الثالث: موافقة الكمال النفسي

لا شكّ أنّ صفات الاِنسان تنقسم إلى صفات كمال يرغب إليها، وصفات نقص ينفر عنها. فالشجاعة مثلاً كمال نفساني مطلوب للاِنسان كما أنّالجبن هو نقص نفساني مبغوض له، والاِنسان بطبعه ميّال للكمال فارّ عن النقص، هذا حال الوصف، وأمّا الفعل فلو كان محصِّلاً للكمال فهو موصوف بالحسن، وأمّا ما كان على غير هذا السبيل فهو موصوف بالقبح.

أقول: لعلّ هذا الملاك ليس جديداً، بل يعود إلى القسم الثاني من الملاك الاَوّل، أي موافقة الفعل للبعد العلوي من الاِنسان ومخالفته، لاَنّ الميل إلى الكمال والهرب من النقص أمر فطري وطبيعي، فلو كان الفعل محصِّلاً للكمال فهو أمر يوافق الطبع العلوي للاِنسان وإلاّفلا.

الرابع: موافقة العادات والتقاليد

إنّ لكلّ قوم عادات وتقاليد تخصّهم، فملاك الحسن والقبح موافقة الفعل للعادات والتقاليد ويقابله القبيح.

ولكن موافقة العادات والتقاليد أو مخالفتها لا تصلح أن تكون ملاكاً للحسن والقبح، إذ عندئذٍ يكون الحسن والقبح أمرين نسبيين أوّلاً، وغير ثابتين ثانياً، ولا يكون معياراً لوصف فعله سبحانه بالحسن والقبح، لاَنّهما فيه فوق العادات و التقاليد.

هذه هي الملاكات المذكورة في المقام، والصالح للبحث هو موافقة الفعل للطبع لكن بالمعنى الذي عرفت، أي كون الفعل ملائماً للبعد العلوي من شخصية الاِنسان أو منافراً له.

نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح العقليين نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست