responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح العقليين نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 154

فقد جاء في القرآن آيةُ حكمة * تدمِّرُ آياتِ الضلال ومن يُجبر
وتُخبر انّ الاختيار بأيدينا * فمن شاء فليوَمن ومن شاء فليكفر

نعم ربما يقع موضوع الحرية في إطار المغالطة، ويقال انّ حرية الاِنسان يحيط بها الغموض، لاَنّه من جانب، خُلِقَ بلا مشية منه، كما أنّه خرج من رحم الاَُمإلى هذا العالم بلا ارادة منه، مضافاً إلى ذلك فإنّ شخصيته رهن مثلث الوراثة والثقافة والبيئة التي لكلّ منها تأثير في مصيره وتفكيره ومايختار من الاَفعال.

ومن جانب آخر، يشهد الوجدان انّه موجود حرّ يمكن أن يهشم إطار المثلث المذكور ويفعل على خلاف مقتضاه

ولكن الحقّ هو الثاني، إذ ليس معنى حرية الاِنسان انّه موجود مختار في عامة ما يرجع إليه من نواحي حياته، فخلقته وخروجه إلى الدنيا وتأثره بالاَضلاع الثلاثة، أُمور خارجة عن اختياره دون أن تُخلّ بحريته إذا كان تعيين المصير في المستقبل بيده.

وعلى هذا، فالاِنسان موجود مسوَول عن أفعاله، لما رزق من إرادة واختيار في جوهر ذاته، ولاَجل هذه النعمة عرض الاِسلام نظاماً أخلاقياً ينسجم معهما.

3. تعديل الغرائز

خلق الاِنسان مقروناً بغرائز علوية وسفلية، وفيه ميول متضادة، يطلب كل غير ما يطلبه الآخر، فهو موجود إلهي مثالي يميل إلى ماوراء الطبيعة والاتصال بمبدأ الوجود، كما يميل إلى العدل والصدق والوفاء وغير ذلك من الصفات العلوية التي تحكي عن فطرته، كما أنّه له ـ في الوقت نفسه ـ ميول حيوانية جامحة

نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح العقليين نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست