responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح العقليين نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 109

بحيث يكون بعضها شرطاً لبعض.

هذه هي الاَُصول التي تبناها «ماركس» و «انجلز» ، وبنيا عليها نظريتهما القائلة بانطلاق العمل من الفكر ، والحكمة العملية من النظريّة.

يقول ماركس: ليست حركة الفكر إلاّ انعكاساً لحركة الواقع منقولة ومحولة في مخ الاِنسان. [1]

أقول: إنّ ما ذكروه من الاَُصول الاَربعة في الفلسفة الماركسية هو المورد الذي تبنّى أصحابها تطبيقها على الحياة الاِنسانية بمعنى أنّ الاِنسان إذا أدرك بالفلسفة النظرية وجود قانون سائد في الطبيعة يجب عليه أن يطبقه على حياته الفردية والاجتماعية، لاَنّ الاِنسان جزء من الطبيعة، يحكم عليه بمثل ما يحكم على الطبيعة.

ويترتب على تلك النظرية الملاحظات التالية:

1. انّ الماركسية تتبنى ماوراء طرح الاَصل الثالث وهو: انّ قفزات التطور وانتقال التبدّلات الكمية دفعة إلى النوعية ، دعوةَ العمّـال والموظفين إلى الثورة العارمة بغية الاِطاحة بالنظام السابق الذي كان تهدر فيه حقوق العمال.

إنّما رتبه ماركس و زملاوَه على هذا الاَصل أمر بعيد عن الصحّة، إذ لا دليل على صياغة وصفة واحدة لجميع المجتمعات الاِنسانية التي تختلف من حيث احتضانها لعوامل الشر والفساد.

فالمجتمع الغارق في الفساد الذي دبّ فيه الشر وتأصل فيه، لا يمكن إصلاحه إلاّ بثورة عارمة تطيح بالنظام وتوَسس نظاماً آخر مكانه، وفي هذه المرحلة يكون ما يجري في الطبيعة من قفزات التطوّر أُسوة لاِصلاح المجتمع.


[1]المادية والمثالية في الفلسفة:83.
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح العقليين نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست