responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مع الشيعة الاماميه في عقائدهم نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 55

العصمة فى القول والرأى

إنّ الأئمّة معصومون عن العصيان والمخالفة أوّلا ، وعن الخطأ والزلّة في القول ثانياً ، وما ذلك إلاّ لأنّ كل إمام من الأوّل إلى الثاني عشر ، قد أحاط إحاطة شاملة كاملة بكلّ ما في هذين الأصلين ، بحيث لا يشذّ عن علمهم معنى آية من آي الذكر الحكيم تنزيلا وتأويلا ، ولا شيء من سنّة رسول الله قولا وفعلا وتقريراً ، وكفى بمن أحاط بعلوم الكتاب والسنّة فضلا وعلماً ، ومن هنا كانوا قدوة الناس جميعاً بعد جدّهم الرسولـ صلى الله عليه وآله وسلم _ باتّفاق الجميع المطلق دليلا واضحاً على أنّهم هم الأئمّة المعصومون وقادة المسلمين بعد غياب رسول اللهـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وحتّى قيام يوم الدين .

وقد أخذ أهل البيت علوم الكتاب والسنّة وفهموها عن رسول اللهـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ تماماً[1] كما أخذها ووعاها رسول اللهـ صلى الله عليه وآله وسلم _ عن جبرئيل ، وكما وعاها جبرئيل عن الله ، ولا فرق أبداً في شىء إلاّ بالواسطة .

نعم أخذ عليّ عن النبيّـ صلى الله عليه وآله وسلم _ ، وأخذ الحسن عن أبيه ، وهكذا كلّ إمام يأخذ عن أبيه ، علم يتناقل ضمن هذه السلسلة الطاهرة المعروفة ، لم يأخذ أحد منهمـ عليهم السلام ـ عن صحابي ولا تابعي أبداً ، بل أخذ الجميع عنهم ، ومنهم انتقلت العلوم إلى الآخرين كما تلقّاها رسول اللهـ صلى الله عليه وآله وسلم _ من لدن حكيم خبير .

قال الإمام الباقرـ عليه السلام _ : «لو كنّا نحدّث الناس برأينا وهوانا لهلكنا ، ولكن نحدّثهم بأحاديث نكنزها عن رسول اللهـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كما يكنز هؤلاء ذهبهم


[1] أو إلهاماً غيبياً لأنّـهم محدَّثون، كما أنّ مريم كانت محدَّثة، وفى صحيح البخاري: عن أبي هريرة قال: قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): «لقد كان فيمن قبلكم من بني اسرائيل رجال يُكلّمون من غير أن يكونوا أنبياء فإن كان من أُمّتي منهم أحد فعمر».

صحيح البخاري 2: 194 باب مناقب عمر بن الخطّاب.

نام کتاب : مع الشيعة الاماميه في عقائدهم نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست