responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الموسوعة الفقهية نویسنده : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    جلد : 1  صفحه : 79
أضف إلى ذلك اتساع الثقافات والحضارات والاتصالات بين الشعوب والامم، مما جعل العالم المعاصر يرتبط أقصاه بأدناه، وصارت ثقافة الأمّة- أيّة أمّة- ملكاً طلقاً وحقّاً عامّاً للجميع عبر مختلف وسائل النقل والاتّصال، الأمر الذي يدعو الإنسان المعاصر- فضلًا عن العالِم المعاصر- إلى مواكبة الحركة العلمية والفكرية والثقافية وتطورها من حوله، ليعرف حضارات الشعوب وثقافاتها المتباينة.
وعنصر آخر يفرض نفسه ويُلقي بشبحه المخيف بشكل دائم هو محدودية العمر البشري، فإنّ هذه الذخيرة لا بد أن تقف يوماً عند نقطة الانتهاء. وهذا ما يشير إليه قول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «خذوا من كل علم أرواحه، ودعوا ظروفه، فإنّ العلم كثير والعمر قصير» [1].
وقيل أيضاً: «لو اوتي الإنسان عمر نوح، وأموال قارون على أن يجمع العلم لما استطاع».
وعليه، فإذا أراد الإنسان أن يوازن بين هذه القضايا المتفرقة (غريزة حب الاطلاع، تشعّب العلوم وتضخمها، اتساع الثقافات وتوارد الحضارات، محدودية العمر البشري والإمكانات)، فلا بد إذن من صياغة أو طريقة توفّق بين جميع تلك القضايا.
وتعتبر دوائر المعارف المعاصرة هي الصياغة المثلى التي تتكفّل بالإجابة على ما تقدم، فهي خير دليل للوصول بالباحث أو القارئ المثقّف الى ما يريده من معلومات في مختلف أبواب الثقافة والعلم بطريقة يسيرة، وحسبه في ذلك القيام بحركة بسيطة لتناول الكتاب ثمّ العثور على مطلوبه. وقد أطلق على هذا النمط من التدوين اسم «دائرة المعارف» أو «الموسوعة»، وبهذا تكون دوائر المعارف قد أسدت خدمة علمية جسيمة، وقدّمت متاعاً فكرياً ضخماً لروّاد العلم والمعرفة، ذلّلت به صعباً، وقرّبت به قاصياً، واختزلت به جهداً.
وبالطبع فإنّ وجود هذا الطرز من المصادر لا يلغي دور وأهميّة المصادر الام في كل علم من العلوم. وبكلمة أكثر وضوحاً إنّها لا تُلغي دور البحث والتحقيق، بحيث تعزل الباحث المحقق‌
[1] نزهة الناظر وتنبيه الخاطر (الحلواني): 9.
نام کتاب : الموسوعة الفقهية نویسنده : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست