مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ ارْفَعْ طَرْفَكَ قَدْ أَدَالَ اللَّهُ عَمْراً مِنْكَ فَقَالَ فِي ذَلِكَ النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ:
أَ فِي كُلِّ يَوْمٍ فَارِسٌ تَنْدِبُونَهُ
لَهُ عَوْرَةٌ وَسْطَ الْعَجَاجَةِ بَادِيَهْ
يَكُفُّ بِهَا عَنْهُ عَلِيٌّ سِنَانَهُ
وَ يَضْحَكُ مِنْهَا فِي الْخَلَاءِ مُعَاوِيَهْ
بَدَتْ أَمْسِ مِنْ عَمْرٍو فَقَنَّعَ رَأْسَهُ
وَ عَوْرَةُ بُسْرٍ مِثْلُهَا حَذْوَ حَاذِيَهْ
فَقُولَا لِعَمْرٍو وَ ابْنِ أَرْطَاةَ أَبْصِرَا
سَبِيلَكُمَا لَا تَلْقَيَا اللَّيْثَ ثَانِيَهُ
وَ لَا تَحْمَدَا إِلَّا الْحَيَا وَ خُصَاكُمَا
هُمَا كَانَتَا وَ اللَّهِ لِلنَّفْسِ وَاقِيَهْ
فَلَوْلَاهُمَا لَمْ تَنْجُوَا مِنْ سِنَانِهِ
وَ تِلْكَ بِمَا فِيهَا عَنِ الْعَوْدِ نَاهِيَهْ
مَتَى تَلْقَيَا الْخَيْلَ الْمُشِيحَةَ صُبْحَةً
وَ فِيهَا عَلِيٌّ فَاتْرُكَا الْخَيْلَ نَاحِيَهْ[1]
وَ كُونَا بَعِيداً حَيْثُ لَا يَبْلُغُ الْقَنَا
وَ حَمْيُ الْوَغَى إِنَّ التَّجَارِبَ كَافِيَهْ
وَ إِنْ كَانَ مِنْهُ بَعْدُ فِي النَّفْسِ حَاجَةٌ
فَعُودَا إِلَى مَا شِئْتُمَا هِيَ مَا هِيَهْ.
فَكَانَ بُسْرٌ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا لَقِيَ الْخَيْلَ الَّتِي فِيهَا عَلِيٌّ تَنَحَّى نَاحِيَةً وَ تَحَامَى فُرْسَانُ أَهْلِ الشَّامِ عَلِيّاً.
[حض معاوية قريش الشام و اجتماع عتبة و جعدة]
قَالَ نَصْرٌ وَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ الْأَجْلَحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكِنْدِيِّ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ:: ثُمَّ إِنَّ مُعَاوِيَةَ جَمَعَ كُلَّ قُرَشِيٍّ بِالشَّامِ فَقَالَ: الْعَجَبُ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَنَّهُ لَيْسَ لِأَحَدٍ مِنْكُمْ فِي هَذِهِ الْحَرْبِ فَعَالٌ يَطُولُ بِهِ لِسَانُهُ[2] غَداً مَا عَدَا عَمْراً فَمَا بَالُكُمْ وَ أَيْنَ حَمِيَّةُ قُرَيْشٍ فَغَضِبَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ
[1] المشبحة: المجدة. صبحة: صبحا. و في الأصل:« صيحة» صوابه في ح، و فيها:« الخيل المغيرة».
[2] الفعال، بالفتح: الفعل الحسن. و في ح:« فعال يطول بها لسانه» و هو بالكسر: جمع فعل.